تقيمك

جراحة القلب المفتوح.. هي جملة تصيب الكثير من الناس بالرعب بمجرد سماعها، إذ تشير إلى الحاجة إلى عملية كبرى وخطيرة، بسبب إصابة المريض بمرض أو مشكلة تحتاج إلى تدخل عاجل لإنقاذ حياته، ومنع الإصابة بمضاعفات قد تؤثر عليه طوال حياته.

ما هي عملية القلب المفتوح؟ وهل يعني إجراء عملية جراحية للقلب المفتوح إخراج القلب من جسم المريض؟ وهل يمكن إجراء جراحة القلب بالمنظار؟

يجيبنا الأستاذ الدكتور أحمد بكري –افضل دكتور جراحة قلب مفتوح في مصر– عن جميع هذه التساؤلات،

ويخبرنا بكافة التفاصيل الخاصة بجراحة القلب المفتوح والأسباب التي تجعلنا نلجأ إليها.. لذا تابع معنا هذا المقال.

ما هي عملية القلب المفتوح؟

هي واحدة من أكبر وأهم الجراحات التي تجرى للإنسان، إذ هي تختص بعلاج عضو هو بمثابة المحرّك الرئيسي للجسم،

ألا وهو القلب. فالقلب هو المسؤول عن استقبال الدم المحمل بالأكسجين من الرئتين وتوزيعه إلى الجسم عبر الشرايين،

واستقبال الدم غير المؤكسد من سائر أعضاء الجسم وضخه إلى الرئة ليعاد تحميله بالأكسجين مرة أخرى.

وبهذا، يكون القلب هو المحرّك الأساسي للدورة الدموية في جسم الإنسان.

ولكن ماذا إن تعرض القلب أو أحد الشرايين المتصلة به مباشرة إلى الإصابة بأحد الأمراض؟ بالطبع ستتأثر كافة وظائف الجسم والأعضاء.

ولهذا جاءت جراحة القلب المفتوح لتكون الحل النهائي لبعض المشكلات التي تصيب القلب، بل وأحيانًا تكون الحل الأخير.

ويطلق مصطلح “جراحة القلب المفتوح” على كل جراحة تتم مع توصيل الجسم على جهاز القلب والرئة الصناعي،

والذي يقوم بدور القلب بعد إيقافه أثناء العملية لعلاج المشكلة الموجودة فيه.

هل يتم إخراج القلب في أي عملية جراحية للقلب المفتوح؟

يشيع هذا السؤال لدى الكثير من الناس، إذ يظنون أن هذه الجراحة سمّيت جراحة مفتوحة

لأن الطبيب يقوم بإخراج القلب من الجسم وإصلاح المشكلة الموجودة فيه خارج الجسم ومن ثم يعيده إلى مكانه الطبيعي.

ولكن في الحقيقة.. هذا الاعتقاد خاطئ تمامًا، إذ إنه لا توجد جراحة من جراحات القلب المفتوح يتم فيها إخراج القلب خارج الجسم،

بل الاختلاف دائمًا يكون في مكان الشِقّ الجراحي وطريقة الإجراء..

فإما أن يكون الشق الجراحي كبيرًا في منتصف عظمة القص (العظمة الموجودة في منتصف الصدر)،

وإما أن يكون شقًا جراحيًا صغيرًا في منتصف الصدر أيضًا، وإما أن يكون شقًا صغيرًا للغاية أسفل جانب الصدر،

وهي جراحة القلب بالمنظار (أو ما يسمى أيضًا بعملية القلب المفتوح بالتدخل المحدود).

متى نلجأ إلى جراحة القلب المفتوح؟

عملية القلب المفتوح هي إجراء لا يتم اللجوء إليه إلا في حالات محددة، وهي الحالة التي لا يمكن علاجها بالأدوية أو بالتدخلات الطفيفة.

وعادة ما يتم اللجوء إلى جراحة القلب المفتوح في الحالات الآتية:

1- ترقيع الشرايين التاجية

الشرايين التاجية هي الشرايين المسؤولة عن تغذية عضلة القلب وإمداده بالدم المحمّل بالأكسجين، شأنه كشأن أي عضو في الجسم.

نتيجة التقدم في العمر أو الإصابة بالسمنة، قد تصاب هذه الشرايين بالضيق أو

الانسداد نتيجة تراكم الكولسترول والدهون على جدران هذه الأوعية من الداخل، مما يؤثر على تدفق الدم إلى عضلة القلب.

تجرى جراحة القلب المفتوح في هذه الحالة لعمل مجازة أو (كوبري) لتجاوز هذا الانسداد بالاستعانة بأحد شرايين الجسم الأخرى،

مثل الشريان الثديي أو أحد شرايين الفخذ.

ولا نلجأ لهذه الجراحة إلا بعد التأكد من عدم صلاحية الأدوية وعملية تركيب الدعامات في علاج هذه المشكلة.

 2- استبدال أو إصلاح صمامات القلب

صمامات القلب هي البوابات التي تفصل بين غرف القلب المختلفة، وتمنع تدفق الدم عكس اتجاهه الطبيعي،

وقد تصاب هذه الصمامات بمشكلة مثل ضيق الصمام أو ارتجاع الصمام، بما يؤثر طبيعة تدفق الدم عبر غرف القلب المختلفة،

سواء بعدم وصول الكمية الكافية من الدم إلى جزء من القلب بسبب ضيق الصمام، أو بقاء كمية من الدم في أحد غرف القلب بسبب ارتجاع الصمام.

ويلجأ أشهر أطباء جراحة القلب المفتوح في مصر إلى هذه العملية في حالة وجود مشكلة في أحد الصمامات القلبية، مع عدم إمكانية علاج هذه المشكلة بالأدوية،

وذلك لاستبدال هذا الصمام التالف بصمام آخر، وقد يكون هذا الصمام الجديد معدنيًا أو نسيجيًا،

حسب حالة المريض وعمره، وبما يراه الطبيب مناسبًا لكل حالة على حدة.

أو إصلاح الصمام في بعض حالات ارتخاء الصمامات القلبية، وذلك عن طريق وضع حلقة حول الصمام لتقويته، وإعادة وظيفته الطبيعية.

3- إصلاح عيوب القلب الخلقية

تجرى جراحة القلب المفتوح لإصلاح عيوب القلب الخلقية أيضًا، من الثقب الأذيني أو البطيني،

وذلك في حالة تأثير على الثقب على كفاءة القلب وطبيعة تدفق الدم عبر غرف القلب المختلفة.

4- استئصال أورام القلب

من الأسباب الشهيرة التي تجعل الأطباء يلجؤون إلى جراحة القلب المفتوح هي استئصال أورام القلب،

وتجرى أغلب هذه الجراحات في حالة الإصابة بالأورام الحميدة، إذ يسهل حينها استئصال الأورام القلبية دون اللجوء إلى علاج تكميلي.

ولكن في حالة الأورام الخبيثة قد يحتاج المريض إلى الخضوع للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي.

كيف تجرى جراحة القلب المفتوح؟

تجرى عملية القلب المفتوح بعد تشخيص المريض جيدًا والتأكد من أنه مرشّح جيد لهذه العملية،

وفي حالة لم تكن العملية تمثّل خطورة أكبر من خطورة المشكلة التي يعاني منها المريض.

وتمر العملية بالخطوات التالية:

  • توصيل المريض على أجهزة مراقبة العلامات الحيوية، وتوصيل جهاز التنفس الصناعي، وعادة ما يكون ذلك تحت تأثير المخدّر الموضعي.
  • تخدير المريض تخديرًا عامّا.
  • شق عظمة القص بالمنشار الجراحي (أو عمل فتحة جانبية صغيرة أسفل الصدر، وذلك حسب نوع طبيعة العملية التي يخضع لها المريض).
  • تركيب مباعد الصدر ليتمكّن الأطباء من رؤية القلب بوضوح.
  • توصيل القلب بماكينة القلب والرئة الصناعية.
  • إيقاف الإمداد الدموي للقلب حتى يتوقف القلب تمامًا.
  • إجراء التدخل المطلوب، سواء كان بتغيير أحد الصمامات، أو تجاوز بعض الشرايين، أو استئصال الأورام.
  • إعادة توصيل القلب بالدورة الدموية مرة أخرى.
  • فصل ماكينة القلب والرئة الصناعية.
  • خياطة عظمة القص بالأسلاك المعدنية التي لا تذوب، وذلك أسفل الجلد، فهي تبقى مع المريض أبدًا.
  • وضع المريض في غرفة العناية المركّزة للاطمئنان على علاماته الحيوية، وإبقائه على جهاز التنفس الاصطناعي حتى يفيق ويطمئن الأطباء على حالته.

بهذا تنتهي إجراءات جراحة القلب المفتوح.. وعادة ما تستغرق مدة عملية القلب المفتوح نحو 4 ساعات.

. قد تقل هذه المدة لتصل إلى 3 ساعات، أو تزيد لتصل إلى 6 ساعات، وذلك حسب حالة كل مريض، والإجراءات المطلوبة له.

ملحوظة: مع تطور تقنية المناظير.. بات من الممكن إجراء جراحة القلب بالمنظار لتسهيل إجراء العملية،

وتحسين النتائج المتوقعة منها وتقليل المضاعفات المحتملة لها.

وأخيرًا.. عملية القلب المفتوح هي واحدة من أهم وأخطر الجراحات، ويعني ترشيح المريض لهذه العملية أنه لا يوجد داعٍ للانتظار،

وأن الانتظار بسبب ارتفاع تكلفة عملية القلب المفتوح في مصر قد يكلف المريض ما هو أكبر من ذلك.. فمن الممكن أن يكلفه حياته.